مع تجدد الخلافات البحرية بين بكين وواشنطن.. الصين توقف خمسة موظفين بشركة أميركية

U.S. guided-missile destroyer USS Milius arrives in Yokosuka
المدمرة "يو إس إس ميليوس" من أبرز مدمرات الصواريخ الأميركية (رويترز)

تجدد الخلاف بين البحرية الأميركية والصينية -اليوم الجمعة- بشأن مرور مدمرة أميركية بالقرب من جزر باراسيل التي تعدها الصين جزءا من أراضيها، يأتي هذا في وقت قالت فيه شركة أميركية إن السلطات الصينية احتجزت 5 موظفين صينيين من فريق عملها في العاصمة بكين.

وأفادت وزارة الدفاع الصينية باختراق المدمرة الأميركية "يو إس إس ميليوس" (USS Milius) مرة أخرى اليوم الجمعة المياه الإقليمية الصينية من دون موافقة الحكومة الصينية.

وقالت الوزارة -في بيان- إنها اضطرت مجددا لمراقبة وإبعاد المدمرة الأميركية قرب جزر باراسيل في بحر جنوب الصين.

وطلبت وزارة الدفاع من الجانب الأميركي أن يوقف على الفور مثل هذه "الأعمال الاستفزازية"، مؤكدة أن الجيش الصيني سيتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية سيادة الصين وأمنها.

في المقابل، أكدت البحرية الأميركية حريتها وحقوقها الملاحية في بحر جنوب الصين.

وأضاف الأسطول السابع بالبحرية الأميركية -في بيان مرسل بالبريد الإلكتروني- أن "المزاعم البحرية غير القانونية واسعة النطاق في بحر جنوب الصين تشكل تهديدا خطيرا للحرية في البحار، بما في ذلك حريات الملاحة والتحليق والتجارة الحرة والتجارة غير المقيدة وحرية الفرص الاقتصادية للبلدان المطلة على بحر الصين الجنوبي".

وأكدت البحرية الأميركية أن القوات الأميركية تعمل في بحر جنوب الصين على أساس يومي.

وأمس الخميس، قال الجيش الصيني إنه أبعد المدمرة الأميركية "يو إس إس ميليوس" بعد أن دخلت بشكل غير قانوني المياه الإقليمية الصينية في بحر جنوب الصين.

في المقابل، وصفت البحرية الأميركية بيان الجيش الصيني بشأن إبعاد المدمرة الأميركية في بحر جنوب الصين بالكاذب والخاطئ.

ووفقا لمراسلة الجزيرة في بكين شيماء جو إي إي، فإن جزر باراسيل -التي عبرت منها المدمرة الأميركية- هي مجموعة جزر متنازع عليها بين الصين وفيتنام في بحر جنوب الصين، وبينما تعدها الصين مياها إقليمية تؤكد الولايات المتحدة أنها مياه دولية.

ويتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة، وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادي، في محاولة لمواجهة نفوذ الصين في بحر جنوب الصين ومضيق تايوان، في حين تسعى بكين إلى تعزيز مطالبها الإقليمية.

توقيف موظفين

وفي سياق متصل، أوقفت السلطات الصينية 5 موظفين صينيين يعملون في مكاتب المؤسسة الأميركية "مينتز غروب" (Mintz Group) في بكين.

وقال بيان للشركة إن السلطات الصينية أوقفت الموظفين الخمسة في مكتب مجموعة مينتز في بكين، وجميعهم مواطنون صينيون، وأغلقت عملياتنا هناك.

وأضاف البيان أن المؤسسة استعانت بمستشار قانوني للتعامل مع السلطات ودعم الموظفين وعائلاتهم، مشددة على أنها لم تُبلَّغ بأي إشارة قانونية رسمية بشأن قضية ضد الشركة، وطالبت بأن تفرج السلطات عن موظفيها.

ومينتز غروب، التي مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، متخصصة في إجراء تحقيقات في مزاعم احتيال وفساد وسوء السلوك في أماكن العمل، والتحقق من الخلفيات.

وللشركة مكاتب في 18 موقعا منها واشنطن، وتعلن على موقعها الإلكتروني أن الموظفين "يتعمقون في الأسئلة الواقعية التي تهمّ عملاءنا من قصور رئاسية إلى منصات النفط البحرية".

موظف سابق في سي آي إيه

وعام 2017، قال رئيس مجموعة مينتز في آسيا راندل فيليبس إن الولايات المتحدة يجب أن تتعامل مع مشكلة الاختلالات الهيكلية في التجارة الناجمة عن السياسات الصينية.

ويبدو أنه تمّ حذف صفحة على موقع الشركة بعنوان "يجب على الصين مواجهة بعض العواقب" تتضمن اقتباس فيليبس، إلا أن نسخا أرشيفية منها بقيت متاحة على الإنترنت.

كما أدلى فيليبس بشهادة أمام لجنة في الكونغرس الأميركي عام 2018 بشأن جهود الصين الرامية إلى توسيع نفوذها في الخارج، وفقا لوثائق حكومية أميركية متاحة على الإنترنت.

وعلى موقع مجموعة مينتز، يوصف فيليبس بأنه موظف سابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) حيث عمل لمدة 28 عاما، أمضى آخرها ممثلا رئيسيا لوكالة الاستخبارات المركزية في الصين.

وتأتي عمليات التوقيف في حين وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، مع وجود خلافات بين القوتين على كل الأصعدة، من التجارة إلى حقوق الإنسان.

وتفاقمت التوترات في فبراير/شباط بعد قيام الولايات المتحدة بإسقاط منطاد صيني قالت واشنطن إنه لأغراض التجسس، في حين أصرت بكين على أنه جهاز لمراقبة الطقس.

المصدر : الجزيرة + وكالات