هاجموه واتهموه بالمثلية ففجر فضيحة عالمية.. كلاتنبرغ يستقيل من رئاسة لجنة الحكام المصرية ويتهم الاتحاد بالكذب

كلاتنبرج يتقدم باستقالته لاتحاد الكرة - المصدر: الاتحاد المصري لكرة القدم
كلاتنبرغ يتوسط المترجم (يمين) ورئيس الاتحاد المصري (الاتحاد المصري لكرة القدم)

حازت أزمة استقالة الحكم الدولي الإنجليزي السابق مارك كلاتنبرغ من رئاسة لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم اهتماما واسعا في الساعات الماضية حيث تصدرت المنصات الرياضية المصرية، كما اهتمت الصحف العالمية بالأمر.

وكان الاتحاد المصري لكرة القدم قد أعلن أمس الثلاثاء أن كلاتنبرغ تقدم باستقالته من منصبه، وقرر الاتحاد قبولها، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ حقوق الاتحاد وتحديد ما يترتب على الاستقالة طبقًا للعقد المبرم بين الطرفين.

وجاء خبر الاستقالة بعد بيان آخر أفاد فيه الاتحاد بأن كلاتنبرغ قد ترك المجموعة الخاصة بلجنة الحكام، كما حاول اتحاد الكرة التواصل معه عبر الهاتف دون جدوى.

كلاتنبرغ يرد على بيان الاتحاد المصري

وفي حديث صحفي، أنكر كلاتنبرغ ما قاله الاتحاد المصري، مؤكدًا أنهم لم يحاولوا التواصل معه ولم تصله رسائل عبر أرقامه الخاصة، كما أنهم أبعدوه عن اختيار الحكام.

وأكد أن بيان الاتحاد به العديد من الأكاذيب، وأنه سيوضح كل شيء، كما أشار إلى وجود نية لتقديم شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لكنه لم يتخذ قراره في هذا الأمر حتى الآن.

وتضمن بيان الاتحاد الرد على ادعاءات الحكم الإنجليزي السابق حول عدم توفير الحماية الإعلامية له، حيث قال الاتحاد "وبخصوص عدم حمايته، فإن وجود كلاتنبرغ في جمهورية مصر العربية أكثر الدول أمانًا في العالم، فهذا أمر مبالغ فيه، حيث إنه يتحرك بمفرده من دون مضايقات وبحرية تامة أسوة بزملائه المدربين الأجانب للمنتخبين الأول والأولمبي".

وأضاف "أما نقده في الإعلام فهذا أمر موجود في كل العالم، وإذا كان الأمر شخصي فيتم اتباع درجات التقاضي سواء في الاتحاد أو في المحاكم".

اهتمام عالمي باستقالة كلاتنبرغ

وحظيت القضية باهتمام عالمي واسع، حيث نشرت العديد من الصحف الإنجليزية والعالمية، مثل ذا صن وميرور وديلي ميل، تفاصيل الخلاف بين كلاتنبرغ والاتحاد المصري، وأسباب رحيله المفاجئ.

وأشارت صحيفة ذا صن أن كلاتنبرغ لم يتلق راتبه منذ شهرين، وأن رحيله عن لجنة الحكام جاء للحفاظ على سلامته، بعد تلقيه تهديدات من بعض الجماهير، وكذلك تعرضه لهجوم من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور.

كما أوردت الصحيفة تصريحات منصور ضد الحكم الإنجليزي السابق الذي انتقد خلالها أداءه في لجنة الحكام، واتهمه بالمثلية الجنسية.

وكتب الإعلامي المصري أحمد شوبير، عبر حسابه على تويتر، أن قرار سفر كلاتنبرغ وعودته إلى إنجلترا جاء تبعًا لتوصيات السفارة حين أخبرهم بأنه يتعرض للتهديد.

وأثارت تلك القضية غضب رواد المنصات المصرية، حيث انتقد المغردون طريقة التعامل مع كلاتنبرغ والتقاعس عن حل مشاكله التي واجهها.

وسخر كثير من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي من بيان اتحاد الكرة الذي تجاهل حقيقة مشاكل كلاتنبرغ، وتحدث عن أمان مصر الذي لم يتطرق الحكم إلى أي شيء بخصوصه.

وقال الصحفي أمير عبد الحليم إن "حماية عناصر اللعبة مسؤولية اتحاد الكرة الذي أصدر بيانا يطالب فيه كلاتنبرغ بمقاضاة من يسبّه إذا تعرض لإهانات شخصية، بدلًا من أن يوفر له الحماية كعنصر تابع لمنظومته فما بالك بعنصر أجنبي!".

وحذر كثيرون من عواقب تلك المشكلة وإمكانية تطورها خصوصًا مع تلويح الحكم السابق باللجوء إلى "الفيفا"، وهو ما قد يجلب عقوبات على الاتحاد المصري، بالإضافة إلى ما سماه البعض بالفضيحة العالمية والترويج السيئ للكرة المصرية.

فيما ذهبت إحدى الصفحات المتخصصة في التحكيم المصري على "فيسبوك"، إلى التلميح بأن عصام عبد الفتاح الذي أجبره الاتحاد على الاستقالة الموسم الماضي بعد سلسلة من الإخفاقات والأزمات التحكيمية غير المسبوقة، وراء ما يحدث مع كلاتنبرغ، إذ يسعى للعودة مجددا لرئاسة اللجنة رغم أنه السبب الرئيسي في استقدام خبير أجنبي لأول مرة في تاريخ التحكيم المصري.

 

وأشارت تقارير محلية إلى أن كلاتنبرغ كان يتقاضى 30 ألف دولار كراتب شهري، في الوقت الذي يشتكي فيه كثير من الحكام على مواقع التواصل من عدم صرف مستحقاتهم المتأخرة منذ عدة أشهر.