ثراء فاحش وإقالات واستقالات تثير إعجاب العرب.. كم تنفق أوكرانيا يوميا خلال الحرب؟

تتسبب الحروب في الدمار والتشريد والخراب لمعظم البشر، لكنها تعد فرصة للاستثمار والثراء لآخرين، فهي البيئة المثالية للفساد والملعب المفضل لتجار الدم والسلاح، فما أوجه الفساد في حرب أوكرانيا؟

وبهذا الصدد، جاء في برنامج "شبكات" (2023/1/25) أن أوكرانيا تنفق خلال هذه الحرب 55 مليون دولار في اليوم لشراء الطعام والمستلزمات الأساسية للجنود، بينما تتهم الصحافة وزارة الدفاع بالفساد لكونها وقعت عقدا لشراء منتجات غذائية للجيش بقيمة 324 مليون يورو، مع تحديد الأسعار "أعلى بمرتين إلى ثلاث" من أسعارها في متاجر التجزئة.

فعلى سبيل المثال، الوزارة تشتري البيضة الواحدة بـ0.46 دولار أميركي، بينما سعرها في العاصمة لا يتجاوز 0.19 دولار، أما الكيلوغرام الواحد من البطاطس الذي يطلبه الجنود الأوكرانيون فيكلف 0.60 دولار، في حين أن سعره في متاجر البقالة بكييف يبلغ 0.25 دولار.

إقالات واستقالات

وعلى خلفية الفساد في حرب أوكرانيا، يذكر أن أكثر من 12 مسؤولا غادروا مناصبهم بين من أقيل واستقال، فالحكومة عزلت رؤساء أقاليم دنيبرو وزاباروجيا وسومي وخيرسون، بالإضافة إلى العاصمة كييف. كذلك استقال ياتشيسلاف شابوفالوف نائب وزير الدفاع، ووصفت وزارته الاتهامات الموجهة إليها بالفساد بأنها "غير صحيحة ولا أساس لها".

أما كيريل تيموشينكو، نائب رئيس مكتب زيلينسكي، فاستقال بعد اتهامه باستخدام مصادر الجيش وسيارات باهظة الثمن، وفاسيلي لوزينسكي نائب وزير تنمية البلديات أقيل واعتقل بتهمة تلقي رشوة بقيمة 400 ألف دولار لشراء مولدات بأسعار مبالغ فيها.

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحاربة الفساد، وأمر بحظر سفر المسؤولين العسكريين ومنع السفر لأي غرض غير رسمي، وقال "رأى الشعب اليوم مجموعة من القرارات بشأن الموظفين، سنواصل اتخاذ الخطوات المناسبة.. أي قضايا داخلية تعوق الدولة مصيرها الإزالة وسنستمر في إزالتها. هذا عادل، إنه ضروري لدفاعنا، ويساعد تقاربنا مع أوروبا. نحتاج إلى دولة قوية، وهذا ما ستكون عليه أوكرانيا".

كيف تفاعل العرب؟

وتفاعل المغردون العرب بكثافة مع هذه الاستقالات والإقالات، فالناشطة نور كتبت "لازم يمر هذا الخبر مرور الكرام… حتى لا تعرف الشعوب الأوروبية في ماذا تصرف أموالها".

أما المغرد حسن فقال "يوجد فساد كبير في أوكرانيا لكن لا يصل لمستوى الفساد في روسيا، على الأقل الأوكرانيون يرسلون الطعام للجنود في الجبهات لكن في روسيا يسرقون ثمن الطعام… حتى أنهم يمنحون رواتب وطعاما وتجهيزات لقوات غير موجودة".

وعلق الناشط جاسم بقوله "الفساد الإداري المنتشر في المناطق ذات الغالبية الناطقة بالروسية كان أحد أسباب العملية العسكرية لروسيا، واتضح هذا خلال اليومين الماضيين من خلال هذا الكم الجماعي من الاستقالات في الحكومة".

أما الدكتور سليم الدليمي فكتب "ما يحصل في أوكرانيا اليوم خير دليل على أن الحرب كانت سببًا في ظهور الكثير من حالات الفساد في هذا البلد، رغم أن بلدان أوربا الشرقية كانت وما زالت تعاني من الفساد وعلى مدى عقود طويلة".

يذكر أنه حتى قبل الحرب، كانت أوكرانيا تعد ثاني أكثر الدول فسادا في أوروبا بعد روسيا، وصنفتها منظمة الشفافية الدولية عام 2021 في المرتبة 122 من بين 180 دولة، ولكن بعد الحرب لم تعد مكافحة الفساد أولوية وتمت إعاقة هيئات مكافحة الفساد المستقلة.

المصدر : الجزيرة