x

حرب الطاقة.. ماذا يعني تحديد سقف لسعر الغاز الروسي ؟

الخميس 24-11-2022 23:53 | كتب: عمر علاء |
توقف ضخ الغاز الروسى إلى أوروبا - صورة أرشيفية توقف ضخ الغاز الروسى إلى أوروبا - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

مع قدوم فصل الشتاء يزداد الصراع بين روسيا والاتحاد الاوروبي حول ملف الطاقة فيما تريد بروكسيل التماهي في منظومة العقوبات، عبر وضع سقف لأسعار الغاز الطبيعي، فيما ترفض موسكو توجه الغرب بتحديد سعر الغاز، مؤكدة أنها لن تصدر الغاز والنفط للدول التي تضع سقفًا للسعر.

أوروبا تفشل في التوافق على وضع سقف لأسعار الغاز

وعقد وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي اجتماعًا، الخميس، لبحث إمكانية وضع سقف لأسعار الغاز، لكنهم فشلوا في الخطوة وقرروا عقد اجتماع آخر في منتصف ديسمبر المقبل، بسبب اختلافهم بشأن المقترح واعتبره عدد منهم «مهزلة».

وكان من المفترض أن يناقش الوزراء مقترحا للمفوضية الأوروبية تم الكشف عنه قبل يومين ينص على تحديد سقف لأسعار الغاز يبلغ 275 يورو للميجاواط ساعة.

لكن العديد من الدول الأعضاء اشتكت من أن الخطة مرفقة بشروط تجعل من المستحيل الاستفادة منها، مثل فرنسا وإسبانيا واليونان بولندا.

وتطالب 15 دولة في الاتحاد الأوروبي على الأقل (أي أكثر من نصف بلدان التكتل) بسقف عملي لأسعار الغاز بالجملة للتعامل مع النقص في الإمدادات، خاصة مع خوف الدول الأوروبية من تحويل إمدادات الغاز إلى أسواق مربحة أكثر مثل الأسواق الآسيوية حال وضعوا سقف للسعر.

وترى عدد من الدول أن المقترح لا يمكن تنفيذه حيث لم يكن ليتم تفعيله حتى في أغسطس، عندما ارتفع السعر فوق 300 يورو، ووفق المتقرح سيتمتفعيل سقف السعر بعد تجاوز حد الـ 275 يورو بشكل مستمر لمدة أسبوعين على الأقل، وبعد ذلك فقط إذا ارتفع سعر الغاز الطبيعي المسال (LNG) فوق 58 يورو لمدة 10 أيام.

المفارقة أن الأن سعر الغاز بالجملة في أوروبا حوالي 124 يورو، وفقًا لمعيار TTF الرئيسي.

وزير أوروبي يرجح الاتفاق في ديسمبر

من جانبه رجح وزير البيئة الإيطالي جيلبرتو بيتشيتو فراتين، في تصريحات لوكالة «تاس» أنه في اجتماع استثنائي لوزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي في ديسمبر، سيكون الاتفاق ممكنا على سقف أسعار الغاز الروسي.

ووفقا وزير البيئة الإيطالي، فإن بلاده حتى الآن غير راضية عن الاقتراح الحالي، وأشار إلى أن روما يمكن أن «تستغني عن تحديد سقف السعر» إذا تم وضع معايير واضحة لتجنب المضاربة وارتفاع أسعار الطاقة، مؤكداً أن «جميع الدول لديها رغبة في التوصل إلى اتفاق».

وقال بيتشيتو فراتين، إن 15 دولة في الاتحاد الأوروبي تنتقد اقتراح المفوضية الأوروبية بوضع سقف لأسعار الغاز الطبيعي.

استنثاء الغاز الروسي من عقود الشراء المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي

وفي سياق أخر اتفق وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي على استبعاد الغاز الروسي من عقود المشتريات المشتركة، والتي يجب أن يكون حجمها في 2023 على الأقل 15 % من حجم مخازن الغاز للدول الأعضاء، أو ما يعادل 13.5 مليار متر مكعب.

وجاء ذلك في بيان المفوضية الأوروبية الذي وزّع على أساس اجتماع غير رسمي انعقد اليوم الخميس في بروكسل.

وتنص الوثيقة على أن «القواعد الجديدة ستخلق فرصا للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وشركات الطاقة لديها لشراء الغاز بشكل مشترك من الأسواق العالمية».

كما تشير المفوضية الأوروبية إلى أن الدول ملزمة «بشراء 15 بالمئة من كل الغاز اللازم من خلال هذه الآلية لملء مرافق تخزين الغاز خلال عام 2023».

وأكدت الدول الأعضاء أنه «سيتم استبعاد الغاز الروسي من المشتريات المشتركة».

روسيا: لن نصدر نفطنا أو غازنا للدول التي تضع سقفا للأسعار

من جانبها أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليمات بعدم تصدير النفط والغاز للدول التي تضع سقفا للأسعار.

وجاء ذلك ردا على المساع الأوروبية لوضع سقف لسعر برميل النفط الروسي، وذلك بناء على مبادرة من دول G7، والتي تهدف للحد من إيرادات الميزانية الروسية.

وتناقش دول الاتحاد الأوروبي فرض سقف على سعر برميل النفط الروسي، وسط انقسام بين الدول الأعضاء على مستوى السعر، إذ تبين أن المستوى المقترح في حدود 65 إلى 70 دولارا للبرميل منخفض جدا بالنسبة للبعض ومرتفع للغاية لآخرين.

وفي سبتمبر الماضي، أكد وزراء مالية دول مجموعة السبع (بريطانيا العظمى وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان) عزمهم على فرض قيود على سعر النفط الروسي كجزء من العقوبات، ومن المقرر أن يتم تطبق السقف السعري للنفط في 5 ديسمبر 2022، وللمنتجات النفطية في 5 فبراير 2023.

93 مليار دولار تقريبًا من صادرات الطاقة للاتحاد الأوروبي منذ الحرب - صورة أرشيفية

بوتين يحذر من «تداعيات خطيرة» لتحديد سقف أسعار النفط الروسي

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي، من أن الخطط الغربية لفرض سقف أسعار النفط قد يكون لها «عواقب وخيمة» على أسواق الطاقة.

ووفقا لبيان الكرملين «شدد الرئيس فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على أن مثل هذه التصرفات تتعارض مع مبادئ علاقات السوق ومن المرجح أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على أسواق الطاقة العالمية».

وقدم الجانبان تقييما إيجابيا للعمل المشترك بمشاركة روسيا والعراق في إطار «أوبك +»، مما يجعل من الممكن ضمان استقرار سوق النفط العالمية.

الغاز الروسى سلاح بوتين ضد أوروبا - صورة أرشيفية

رئيس وكالة الطاقة العالمية يتوقع أزمة كبيرة في أوروبا الشتاء المقبل

من جانبه أكد رئيس وكالة الطاقة العالمية فاتح بيرول، ضرورة أن تكون أوروبا قادرة على التعاطي مع أزمة إمدادات الغاز بفضل الاحتياطيات الكبيرة، على الرغم من توقعات أزمة طاقة في الشتاء المقبل.

وقال بيرول، إنه باستثناء الأحداث غير المتوقعة «ستمر أوروبا خلال هذا الشتاء ببعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتعثر هنا وهناك»، نتيجة لجهودها للتخلي عن الغاز الروسي والزيادة الأكبر في تكاليف الطاقة الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، مضيفاً: «الشتاء المقبل سيكون أكثر صعوبة من هذا الشتاء»

وأشار إلى أن 75% من صادرات روسيا من الغاز و55% من صادراتها من النفط كانت تذهب إلى أوروبا قبل الأزمة، لذا فإن موسكو بحاجة إلى إيجاد أسواق جديدة لإنتاجها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية

جميع الأخبار

الأكثر قراءة