facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




‏رؤساء قيد الإعفاء


حسين الرواشدة
23-05-2023 12:58 AM

‏لا احد ، بتقديري، ضد تقييم أداء المسؤولين ،أو محاسبتهم إن أخطأوا، الأردنيون يطالبون بذلك ،امتثالا للقانون الواجب أن يكون فوق الجميع ، لكن ثمة فرق بين تقييم يستند إلى معايير واضحة وعادلة، ويهدف لقياس الانجاز وتصحيح الخطأ ، وبين تقييم إنتقائي او متسرع ، يتحول إلى عقوبة ، وربما إلى وصمة خجل ، وإهانة يتم اشهارها على الملأ.

‏منذ اكثر من 10 سنوات بدأت قصة تقييم رؤساء الجامعات ، تفاصيل كل مرة لا تختلف عن الأخرى لم نتقدم خطوة للامام ،ولم نتعلم من تجاربنا وتجارب غيرنا، أدرك تماما أن معظم إدارات جامعتنا تحتاج إلى تقييم ، وقد لا تنال درجة مقبول او ضعيف ، أدرك ،أيضا ، أن التعليم العالي برمته يحتاج لما هو أعمق من التقويم والمراجعة ، وأن معظم المسؤولين الذين تعاقبوا عليه لم يحدثوا أي فرق أدرك ثالثا ، أن صدمة الإعفاء التي تصدر بقرار لإنهاء خدمات بعض الرؤساء ،وفق الطريقة التي تجري بها ، لا تليق بالأساتذة ، ولا بالتعليم ، ولا بسمعة بلدنا أيضا.

‏السؤال : لماذا نعاقب عددا محدودا من رؤساء الجامعات دون غيرهم من الرؤساء ، ولماذا نستثني مجالس الأمناء التي يقع على عاتقها مسؤولية وضع السياسات ومراقبتها ، هل يملك هؤلاء الرؤساء ما يلزم من صلاحيات تسمح لهم بإتخاذ القرارات هل جامعاتنا مستقلة بما يكفي اما أنها ما تزال تخضع لسطوة التدخلات والاعتبارات الاجتماعية وغيرها ؟ ثم كيف يتم تعيين هؤلاء الرؤساء اصلا. ولماذا نجح بعضهم في مواقع أخرى سبق أن كانوا فيها، ،وكيف يمكن أن نقنع غيرهم من الكفاءات الوطنية بخوض مغامرة رئاسة جامعة ، قد تنتهي بهم -كما انتهت بمن سبقهم - إلى الإعفاء بهذه الطريقة غير اللائقة؟

‏لا أدافع عن احد من هؤلاء الأساتذة الذين تم اعفاؤهم، لكنني احترم الكثير منهم ، وأقدر الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه بعد قرارات اعفائهم، وحين ادقق في أداء غيرهم من الرؤساء الذين نجحوا في التقويم ،على مدى السنوات الماضية وحتى الآن، أشعر بالظلم بالنيابة عنهم ، فلدي، كما لدى القراء الاعزاء، نماذج عديدة لرؤساء لا يزورون جامعاتهم الا ساعات قليلة ، او رسبوا في مواجهة العنف داخل الجامعات ، أو عجزوا عن تقديم أي إنجاز ، أو قضوا شهورا في سفريات خارجية بلا جدوى كلفت الجامعة آلاف الدنانير ، او اتخذوا قرارات خاطئة صبت ضد مصلحة جامعاتهم ناهيك عن شبهات فساد دارت حول بعضهم ، معقول أن يكون تقييم هؤلاء "ناجح " ، وأحيانا بامتياز ، و مكافآتهم الاستمرار في مواقعهم؟

‏ما علينا، نريد أن ينتصر مبدأ التقييم وأن يعمّم على الجميع ، لكن ،في موازاة ذلك ، نريد أن يُعاد الاعتبار لاستقلالية الجامعات ، و صلاحيات الرؤساء في مواجهة من يتغولون عليها ، نريد ،أيضا ، أن يُقّيّم رؤساء منتخبون بملء إرادة الأساتذة والطلبة ، وأن تُقيّم مناهج دراسية تليق بمستقبل طلبتنا ، وحريات أكاديمية تدفع البحث العلمي للامام ، وتحتفي بالإبداع ، نريد نشاطات طلابية لا تُحاصر بالقرارات الإدارية والعقوبات ، وجامعات تقود المجتمع لا جامعات أسوارها عالية ورؤسائها قيد التقييم ، اقصد قيد" الاعفاء" والتشهير ايضا .

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :