لبنان: رئيسة لجنة الأساتذة المتعاقدين تنتصر في وجه وزير التربية

لبنان: رئيسة لجنة الأساتذة المتعاقدين تنتصر في وجه وزير التربية

24 نوفمبر 2022
نسرين شاهين في صورة سابقة (فيسبوك)
+ الخط -

أبطل مجلس شورى الدولة في لبنان قرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي القاضي بعدم تجديد التعاقد مع رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي نسرين شاهين للعام الدراسي 2022 - 2023 والأعوام اللاحقة، بذريعة "انتفاء الحاجة إلى خدماتها"، وتالياً فصلها من التعليم.

وعُرِفت شاهين، المدرّسة المتعاقدة منذ أكثر من عشر سنوات، بنضالها في القطاع التربوي ووقوفها إلى جانب قضايا الأساتذة وحقوقهم ورفعها الصوت بجرأة في وجه القرارات التعسفية والممارسات التي تضرّ بمصالح المعلّمين الذين يكافحون من أجل الصمود في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان.

وفي الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تبلّغت شاهين من إدارة مدرسة شكيب أرسلان الرسمية في بيروت حيث تعمل، قرار الحلبي غير المسبوق في تاريخ التعاقد الرسمي، بعدم تجديد التعاقد معها، وهي خطوة وضعها قانونيون وزملاء شاهين من الأساتذة المتعاقدين والمتضامنين معها في خانة "التعسفية والكيدية والظالمة".

واليوم أتى قرار مجلس شورى الدولة كـ"نفحة أمل"، بحسب ما قالت شاهين لـ"العربي الجديد"، لافتة إلى أنّها لم تصدّقه بعد حتى الساعة، أضافت أنّ القرار جعلها تبكي من شدة الفرح، "خصوصاً أنّنا لم نعتد في لبنان إلا على الظلم والقرارات القضائية المسيّسة، وما حصل هو انتصار لدولة القانون التي نحلم بها".

وأكدت شاهين قائلة: "شعرت اليوم للمرّة الأولى بأنّ الأمل موجود، كمواطنة وكأستاذة، وبأنّ ثمّة قضاءً نزيهاً قادراً على الحكم بعدل"، مشيرة إلى أنّ خطوة وزير التربية التي تأتي في سياق كمّ الأفواه، لا شكّ في أنّها أثرت على الزملاء وخلقت لديهم شعوراً بالخوف وهزّت القطاع التعليمي. لكنّ قرار مجلس شورى الدولة أتى ليعيد الثقة والأمل بأنّ الأساتذة قادرون على رفع الصوت وتحصيل حقوقهم من دون خوف أو ترهيب".

ولم تخفِ شاهين أنّ "قرار وزير التربية الفاضح أشعرني بداية بأنّ لبنان انتهى في مكانٍ ما، وبأنّ الإنسان الذي يؤمن بالمبادئ والقيم يُسحَق في هذا البلد، وبأنّ من لا يملك ظهراً (ليس مدعوماً) سياسياً لا يمكن أن يبقى في مهنته. وهذا الشعور انسحب على الأساتذة أصحاب القضية، من هنا كان لديّ إصرار على الوقوف في وجه ما تعرّضت له والطعن بالقرار؛ فإمّا آخذ حقي بالقانون في محاولة أخيرة وإمّا أكون على أقلّ تقدير أوصلت رسالة بضرورة التمسّك بحقّنا من أجل تحصيله بغضّ النظر عن النتائج. وهذا ما حدث".

وكانت شاهين قد نشرت في الثالث من أكتوبر قرار وزير التربية على صفحتها على موقع فيسبوك، وقد أرفقته بتعليق مفاده أنّ وزير التربية ينتقم منها ويفصلها عن التعليم، وذلك بقرار شخصي وقّعه وطلب تبليغها به، أضافت في تعليقها أنّ الوزير ينتقم منها بعد 11 عاماً من التعاقد لأنّها فتحت ملفات فساد ودافعت عن حقوق الأساتذة والتلاميذ والمدرسة الرسمية.

المساهمون