تعرَّف على البطولة التي سُرق فيها "كأس العالم" والكلب الذي عثر عليه

ما بين يومي 11 و30 يوليو 1966، استضافت إنكلترا النسخة الثامنة من كأس العالم لكرة القدم التي شاركت بها 16 دولة من أوروبا وآسيا والقارة الأميركية وقاطعتها الدول الأفريقية. وخلال هذه البطولة، فازت إنكلترا بأول كأس عالم بتاريخها عقب تفوقها بالمباراة النهائية على ألمانيا الغربية بنتيجة أربعة أهداف لهدفين.

لكن تلك البطولة شهدت حادثة غريبة. حين سُرقت الكأس من مكان عرضها بلندن قبل أن يعثر عليها لاحقاً بمحض الصدفة عن طريق كلب.

فخلال شهر يناير 1966، تلقت جامعة كرة القدم الإنجليزية كأس العالم لكرة القدم قبيل نحو 7 أشهر من انطلاق المسابقة. وتحت حراسة أمنية مشددة، عُرضت الكأس على الجماهير يوم 19 مارس من نفس العام بقاعة وستمنستر سنترال هول (Westminster Central Hall) خلال أحد المعارض المحلية. وفي الأثناء، وضعت السلطات الإنجليزية رجال أمن راقبوا الكأس المذهبة (التي لم تتجاوز قيمتها 30 ألف جنيه حينها) طيلة اليوم للتأكد من سلامتها وعدم تعرضها للسرقة.

وأثناء قيامهم بجولة حول المبنى يوم 20 مارس، لاحظ رجال الأمن شبابيك مكسورة وباباً مفتوحاً بالقسم الخلفي للمبنى. ومع دخولهم للمكان، فوجىْ الحراس باختفاء الكأس التي تعرضت للسرقة من قبل مجهول. وحال انتشار خبر السرقة، أخذت شرطة سكوتلاند يارد (Scotland Yard) على عاتقها مهمة التحقيق في الحادثة للقبض على الجاني وإعادة الكأس لمكانها قبل بداية البطولة العالمية.

ويوم 21 مارس 1966، تلقى رئيس جامعة كرة القدم الإنجليزية جو ميرس مكالمة مجهولة طالبته بالذهاب لمقر نادي تشيلسي لتلقي طرد بريدي. ومع فتحه للطرد، وجد جو ميرس جزءا من القسم العلوي لكأس العالم ورسالة طالبته بتقديم مبلغ قدره 15 ألف جنيه استرليني لاستعادة الكأس. وطيلة الأيام التالية، كثفت الشرطة الإنجليزية حملاتها الأمنية التي باءت بفشل ذريع حيث عجز رجال الأمن عن تحديد هوية خاطف كأس العالم قبل أقل من 4 أشهر عن انطلاق البطولة.

لكن وأثناء تجوله برفقة كلبه بيكلس (Pickles) بأحد أحياء جنوب شرق لندن يوم 27 مارس، عثر المواطن الانجليزي ديفيد كوربيت على الكأس المفقودة. حين اتجه كلبه بيكلس لشم شيء غريب قرب الجدار الخارجي. ومع اقترابه من المكان، تفاجأ كوربيت بجريدة قديمة لفّت داخلها كأس العالم المفقودة التي عجزت سكوتلاند يارد عن العثور عليها.

لاحقاً، سلّم كوربيت الكأس للشرطة الإنكليزية التي تعرفت عليها واتجهت لاحتجازه مدة وجيزة بسبب شكوك حول مشاركته بعملية سرقتها. ولاحقا كسب الكلب بيكلس شهرة كبيرة بإنجلترا فظهر بالعديد من البرامج التلفزيونية التي وصفته بالبطل. من جهة ثانية، تلقى صاحبه ديفيد كوربيت تكريماً استثنائياً حيث استدعي للعشاء مع لاعبي المنتخب الإنجليزي قبل أن يحصل على مكافأة مالية بلغت قيمتها 6000 جنيه إسترليني.

تويتر