اقرأ ما يلي...

سبب الطلاق ... مدرب حياة!

تصغير
تكبير

ظهر أحد المقاطع المصورة على التواصل الاجتماعي لرجل ينتقد إقدام المرأة على طلب الطلاق فجأة ومن دون سابق إنذار، ليوجه أصابع الاتهام لمدرب الحياة المتأثرة به، ويناقش هذا الشخص كيف يقوم مدرب الحياة بتشجيع الزوجة على الطلاق واعتزالها للحياة الزوجية.

مع علمنا المطلق وخبرتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، اعتدنا المبالغة في وصف المواضيع والأحداث، ولا بأس في ذلك من وجهة نظري فالحديث الخالي من المبالغة أو الضحك غالباً ما يكون مملاً، فموضوع الطلاق تحدثت عنه ملايين البرامج التلفزيونية والإذاعية، والكتب المنشورة ونوقش الطلاق من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والدينية، لذلك فقد أصبح من المواضيع المتكرّرة في المجتمع وليس بشيء جديد يدعو للاستغراب.

لذا، قد تكون هنالك مسببات أخرى للطلاق ولا يعني أن مدرب الحياة يشجع الناس على الطلاق. لست منهم ولكن قابلت الكثير منهم والذين اتفقوا جميعاً على أنهم لا يعطون الناس حلولاً لمشاكلهم وإنما يستمعون إليهم ويساعدونهم على التفكير في المشكلة ومسبباتها وكيف هي الطريقة المناسبة لحل المشكلة، قد فقد البعض صبره ويرغب في حل المشكلة بأسرع وقت ممكن واتخاذ القرار السريع وهو ما أدى لهذا الرجل بنشر هذا الفيديو الذي هاجم فيه مدربي الحياة، وحتى قلة وعيه بمفهوم مدرب الحياة.

وبصراحة، لم أتعرف على هذا المفهوم أيضاً إلا عند قيامي بتسجيل برنامجي الإذاعي الذي يكون ضيوفه من الشخصيات الفعالة في المجتمع والمهتمة بالتطوير الذاتي والمجتمعي والنفسي والصحي والأسري... الخ، واعتقدت في البداية أن مهمة مدرب الحياة هي مهمة الطبيب النفسي ذاتها، ولكن بعد فضولي في دخول جلسة مع مدرب حياة لأرى كيف تتم الأمور في غاية البساطة وليست كما يعتقد الآخرون. بدراسة شخصية الإنسان المقابل لهم وروتين حياته إيجابيات وسلبياته من وجهة نظره وما أكثر شيء يزعجه في البيت مثلاً أو عمله أو عند محيط الأصدقاء أو العائلة، ولكن ما يجعلني أرفض أن أكون في مكان مدربي الحياة أن عليهم أن يكونوا مستمعين جيدين جداً للناس ومشكلاتهم التي يحاولون إيجاد الطرق لحلها.

أيضاً، تذكر الماضي والبحث في طياته عن سبب المشكلة شيء متعب جداً بالنسبة لمدرب الحياة وأيضاً للشخص نفسه، فالمفهوم السائد أن علينا نسيان أي شيء سلبي في الماضي ولكن العكس هو ما يحدث مع غالبية مدربي الحياة، ولا ألومهم فالأمراض النفسية والجرائم المنتشرة ولجوء الكثير من الشباب للمخدرات دائماً ما تكون الأسباب طفولة سيئة أو أسرة مفككة، أو تعرض لاعتداء جسدي أو نفسي.

كيف لمدربي الحياة أن يستمعوا لقصص من كبار عن طفولتهم التي كانت تحمل صوراً مروعة لم يكن من عليهم أن يعانوها، وبأنها سبب من أسباب التعاسة التي يعيشونها وردة فعلهم القاسية تجاه أنفسهم ومجتمعهم اليوم. أعان الله مدرب الحياة، وبحذر شديد أقول مدرب الحياة مهمة لا تناسب الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي